للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"النقطة الثانية": "التعريف بـ "لوط" عليه السلام"

آمن لوط -عليه السلام- برسالة عمه إبراهيم، وهاجر معه إلى بلاد الشام، واستقر في "سدوم" بعد عودة إبراهيم -عليه السلام- من مصر.

وتزوج من عرب "سدوم" وتكلم بلسانهم، فهم قومه الذي بعث فيهم.

أرسله الله إلى "سدوم" وما حولها من القرى؛ ليدعوهم إلى التوحيد الخالص، ويبعدهم عن الفحشاء التي سيطرت عليهم ...

وكان للوط ابنتان من زوجته، آمنتا بدعوته، واتبعتاه في الطاعة لله والانقياد لرب العالمين.

أما زوجته فلم تؤمن بدعوته، وكانت مع قومها تنقل لهم أخباره -عليه السلام- وتعرفهم بمن ينزل عليه من الضيوف ليتمكنوا منهم، ويشبعوا شهواتهم؛ ولذا فقد هلكت مع الهالكين.

واستمر الإيمان منحصرا في بيت لوط وحده، يقول الله تعالى: {فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} ١.

وقد مدح الله لوطا، وبيَّن منزلته العالية وقدره السامي، فقال تعالى: {وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ} ٢، وقال تعالى: {وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ} ٣ وكان عليه السلام على رأس المؤمنين الذين نجوا من هلاك الظالمين.


١ سورة الذاريات آية: ٣٦.
٢ سورة الأنبياء آية: ٧٥.
٣ سورة الأنبياء آية: ٧٤.

<<  <   >  >>