للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[آدم عليه السلام]

[مدخل]

...

١- آدم عليه السلام:

آدم -عليه السلام- أبو البشر، خلقه الله تعالى أولا، ومنه خلق حواء ثانيا١، وبث منهما بعد ذلك رجالا كثيرا ونساء، فتناسل الناس، وكثرت الذرية، ووجدت القبائل والشعوب، وتعددت الأمم والأوطان.

ولقد استخلف الله آدم في الأرض، وتوارث بنوه هذه الخلافة، وحملوا أمانة الدين، وصاروا عنها مسئولين إلى يوم القيامة.

وهكذا بدأت الإنسانية موحدة مؤمنة، بوجود آدم -عليه السلام- حيث كلمه الله، وعلمه قبل أن يولد له، وسار أبناؤه بتوجيهاته مؤمنين، ولم يظهر الشرك في الناس إلا بعد آدم بعشرة قرون.

وأغلب المؤرخين وكتاب السير يبدءون بتاريخ نوح -عليه السلام- لأنه حارب الشرك، ودعا إلى التوحيد وعبادة الله تعالى، ويرون أن آدم -عليه السلام- أرسل لأبنائه فقط، أما نوح -عليه السلام- فإنه أرسل إلى الناس٢, وفيهم المشركون وعبدة الأوثان والأصنام.

ولكني آثرت أن أبدأ الكتابة في تاريخ الدعوة بآدم -عليه السلام- تقديرا لأبوته للبشرية كلها، وحفاظا على شمولية البحث في تاريخ الأنبياء، وبيانا لبعض الحقائق التي صارت جزءا من حركة الحياة والأحياء، وليعلم الإنسان حقيقته، وواقعه، وعدوه، وصاحبه، ومصيره الأخير.


١ سمي آدم باسمه هذا؛ لأنه تكون من أديم الأرض، وسميت حواء باسمها؛ لأنها خرجت من حي.
٢ تسببت الأحداث في أن تكون رسالة نوح -عليه السلام- للناس جميعا؛ لأن معارضيه أغرقهم الطوفان ولم يبق إلا أتباعه فقط.

<<  <   >  >>