للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْغَفَّارِ، لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ، فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} ١.

وقد سكت فرعون عن الرجل أولا لقرابته، فلما تبين خطورته حاول قتله، إلا أن الله نجاه منه، قال تعالى: {فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ} ٢.

٣- آسية زوجة فرعون:

هي آسية بنت مزاحم، زوجة فرعون، جعلها الله سببا في نجاة موسى من الذبح؛ لأنها لما رأته في التابوت سُرت به، وقالت لزوجها: {وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} ٣ فوافقها، ولما همّ فرعون بقتله يوم أن نتف شعر لحيته اعتذرت له لصغره، فعفا عنه.

ولما بعث موسى -عليه السلام- آمنت به، وأسلمت لله رب العالمين، ورفضت أن تعود الكفر، رغم إلحاح فرعون عليها.

ويقال: إن سبب إيمان آسية، أنها سمعت كلام أرواح أبناء ماشطة فرعون وهم يبشرونها بالثواب الجزيل، والعطاء الوافر، ثم أطلعها الله تعالى على مقام الماشطة بعد وفاتها؛ فازدادت إيمانا، ورسوخا.

وقد عذبها فرعون بربط يديها ورجليها في أوتاد، ووضعها في حر الشمس وقال لجنوده: انظروا أعظم صخرة تجدونها، فإن مضت على إيمانها بموسى


١ سورة غافر الآيات: ٤١-٤٤.
٢ سورة غافر آية: ٤٥.
٣ سورة القصص آية: ٩.

<<  <   >  >>