للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النقطة الرابعة: بنو إسرائيل، واليهود

إسرائيل -عليه السلام- هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم -عليهم السلام- ومن أبنائه تناسل الإسرائيليون، وكثر شعبهم.

وقد انقسم أبناء يعقوب -عليه السلام- من بعده إلى شِيَع، وجماعات، وبطون، وأفخاذ، وتباينت مواقفهم، وتعددت مذاهبهم، ومن أشهر جماعاتهم اليهود المنتسبون إلى "يهوذا" أكبر أبناء يعقوب، والعرب تقلب الذال دالا، وقيل: هم الذين تابوا من عبادة العجل ورجعوا إلى الله تعالى، ومنه قوله تعالى: {إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ} ١، أي: تبنا ورجعنا.

فاليهود جماعة من بني إسرائيل ...

ومن هنا ندرك سر حديث القرآن الكريم عن بني إسرائيل، وعن اليهود، حيث نلمس اختلافا واضحا بين هذا، وذاك.

فحديث القرآن الكريم عن بني إسرائيل يتضمن ملامح التكريم، والتفضيل، والتنعيم، وفي عجالة سريعة نقرأ قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} ٢، فقد ناداهم الله باسم أبيهم إسرائيل، رسول الله إليهم، وأمرهم بضرورة ذكر النعم التي جاءتهم؛ ليشكروا من أنعم بها عليهم ... ولتكون النعم دليلا على المنعم سبحانه وتعالى، وعرفهم سبحانه بأنه فضلهم على عالمي زمانهم، أو على كل العالمين، إذا ظلوا مطيعين له،


١ سورة الأعراف آية: ١٥٦.
٢ سورة البقرة آية: ٤٧، ويلاحظ أن الله تعالى أمر أمة محمد بذكره مباشرة, فقال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُم} ؛ ليكون نظر أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- من المنعم إلى النعم، وغيرهم من النعم إلى المنعم، والفرق بينهما كبير.

<<  <   >  >>