للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويدعوهم إلى الحق، ويبعدهم عن الضلال والهوى، يقول الله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ} ١.

لكن الإسرائيليين انتهزوا فرصة غياب موسى -عليه السلام- واستجابوا للسامري حين دعاهم لإلقاء الذهب، الذي جاءوا به من مصر في النار؛ ليتخلصوا من وزره؛ لأنه لا حق لهم فيه، وصنع لهم عجلا من البقر، ودعاهم إلى عبادته فعبدوه، واستهانوا بهارون لطيب خلقه، ولين طبعه، فلما رجع موسى إليهم اعتذروا له, وعادوا إلى دين الله مرة أخرى.

وقد توفي هارون قبل موسى بسنتين أو بثلاث، يروى السدي عن أبي مالك وأبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة بن مسعود، وعن ناس من الصحابة قالوا: ثم إن الله أوحى إلى موسى أني متوف أخاك "هارون" فأت به إلى جبل كذا، وكذا، فانطلق موسى وهارون نحو هذا الجبل، فإذا هم بشجرة لم تر شجرة قبلها، وإذا هم ببيت مبني، وإذا هم بسرير عليه فرش، فإذا فيه ريح طيبة، فلما نظر هارون إلى ذلك البيت, والجبل، وما فيه أعجبه، فقال: يا موسى, إني أحب أن أنام على هذا السرير, فلما نام قبض الله روحه ... فلما قبض رفع ذلك البيت، وذهبت تلك الشجرة، ورفع السرير به إلى السماء.

لما رجع موسى -عليه السلام- إلى قومه، وليس معه هارون، قالوا: إن موسى قتل هارون ... فلما سمع موسى -عليه السلام- ذلك، قام فصلى ركعتين، ثم دعا الله، فنزل السرير وعليه هارون، حتى نظروا إليه بين السماء والأرض، فعلموا أن هارون قبضه الله إليه، وبرئ موسى -عليه السلام- من اتهامهم٢.


١ سورة الأعراف آية: ١٤٢.
٢ قصص القرآن ص٢٩٠.

<<  <   >  >>