للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[النقطة الثالثة: مملكة سليمان عليه السلام]

[العقيدة الصحيحة]

...

[النقطة الثالثة: مملكة سليمان عليه السلام]

بعطاء الله، وفضله على آل داود -عليه السلام- تمكن سليمان -عليه السلام- من إقامة مملكة راقية, ذات حضارة إنسانية، عظيمة، شاملة لكل جوانب الحياة الإنسانية، وتقوم هذه المملكة الصالحة على الأسس التالية:

١- العقيدة الصحيحة:

قام سليمان -عليه السلام- بواجبه، الذي كلفه الله به، ودعا الناس إلى عبادة الله تعالى، وضرورة الإخلاص في التوجه إليه، ونبذ كل ألوان الشرك, والشركاء، يدل على ذلك توجه سليمان -عليه السلام- إلى الله بالطلب والدعاء في قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} ١، فهو في طلبه يؤكد أن الله هو الغفور، الرحيم، وأنه القادر على كل شيء، وأنه -سبحانه- يهب ما يشاء لمن يشاء، ويمنع عمن يشاء ما يشاء.

وكان عليه السلام يعيش نعم الله تعالى، ويشكره دائما، انظر إليه يوم استمع إلى النملة، وهي تحذر سائر النمل، من بطش جنود سليمان بهم، نجده -عليه السلام- يتوجه إلى الله بالشكر، على نعمه الوافرة له، ولوالديه، ويسأله التوفيق للعمل الصالح الذي يرضى به، وأن يجعله في زمرة الصالحين في الدنيا، وفي الآخرة، يقول تعالى: {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} ٢.


١ سورة ص آية: ٣٥.
٢ سورة النمل آية: ١٩.

<<  <   >  >>