للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلت: وما هي؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} حتى تختم الآية، فإنك لا يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فخلى سبيله، ثم أخبر أبو هريرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك - فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أما إنه صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب من ثلاث ليال يا أبا هريرة؟ " قلت: لا، قال: "ذاك شيطان" ١.

فآية الكرسي لها تآثير عجيب في دفع الشياطين من الجن، ولهذا شرع الله لنا قراءتها قبل النوم، لما فيها من النفع العظيم والخير الكثير، حتى إن قراءتها في البيت تطرد الشيطان، فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "سورة البقرة فيها آية سيدة آي القرآن، لا تقرأ في بيت وفيه شيطان إلا خرج منه: آية الكرسي"٢.

ومن قرأ أواخر سورة البقرة عصمته من الشياطين كذلك، فعن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام، أنزل فيه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا يقرأان في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان" ٣.

وقراءة سورة البقرة بشكل عام مطردة للشيطان، فعن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة" ٤.


١ من حديث أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الوكالة، باب إذا وكل رجلا فترك الوكيل شيئا فأجازه ج٤ ص٤٨٧.
٢ أخرجه الحاكم في المستدرك، كتاب التفسير، من سورة البقرة ج٢ ص٢٥٩.
٣ أخرجه الترمذي في سننه، كتاب ثواب القرآن، باب ما جاء في آخر سورة البقرة ج٨ ص٩٨.
٤ أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب صلاة المسافرين، باب استحباب صلاة النافلة في بيته وجوازها في المسجد ج١ ص٥٣٩.

<<  <   >  >>