للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا، وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} ١، ويقال إن الذي قتل هو يهوذا الإسخريوطي الذي خان المسيح، وجاء بجنود الرومان لقتل المسيح، فرفع الله عيسى إليه، وألقى شبهه على يهوذا ... فكان أن قتله الرومان ظنا منهم أنه المسيح، مع أنه هو الذي جاء بهم.

واختلف العلماء في رفع المسيح حيا أو ميتا، فقال بعضهم رُفع حيًّا أثناء النوم وقال آخرون رفع بعد قبض روحه، وتوقف آخرون، وأولاها الرأي الأول.

وسوف ينزل عيسى عليه السلام إلى الأرض مرة أخرى، ونزوله عليه السلام علامة من علامات الساعة الكبرى، فعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَة} ٢ قال: نزول عيسى بن مريم من قبل يوم القيامة٣ وقال تعالى: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} ٤ قال ابن كثير: "أي بعد نزوله إلى الأرض في آخر الزمان قبل قيام الساعة، فإنه ينزل ويقتل الخنزير ويكسر الصليب ويضع الجزية ولا يقبل إلا الإسلام"، وقد جاء التفصيل في السنة النبوية، فقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنه عندما تشتد فتنة الرجال، ويضيق الأمر بالمؤمنين في ذلك الزمان، ينزل الله عبده ورسوله عيسى عليه السلام وينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، قال صلى الله عليه وسلم: "ينزل عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق" ٥.


١ سورة النساء الآيات "١٥٦-١٥٩".
٢ سورة الزخرف آية "٦١".
٣ إسناد حسن: رواه ابن حبان في صحيحه "الإحسان" ج٨ ص٢٢٢.
٤ سورة النساء آية "١٥٩".
٥ رواه الطبراني وصححه الشيخ الألباني: "صحيح الجامع" "٨٠٢٥".

<<  <   >  >>