للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثالث: الدعوة إلى التوحيد]

[القسم الأول: توحيد الأسماء والصفات]

...

[المبحث الثالث: الدعوة إلى التوحيد]

إن الدعوات الإلهية جميعا، جاءت لتبليغ دين الله تعالى، بكماله، وتمامه، ليعيش الناس به عبيدا مخلصين، يقول الأستاذ/ محمد قطب: "إن "لا إله إلا الله" لم تكن عقيدة فقط، إنما كانت دائما -إلى جانب العقيدة- توجيهات ربانية تتناول جوانب الحياة المختلفة، فهي تارة توجيهات خلقية، وأخرى توجيهات نفسية، وثالثة إقتصادية١.

إن هدف "لا إله إلا اله" إقامة أمة على نهج رباني، يقوم على العقيدة، ويتأسس بالعبادة والشريعة، ويجمل بمكارم الأخلاق ومحاسن السلوك.

والعقيدة الدينية أساسها توحيد الله تعالى، ولذلك فصل الأنبياء في التعريف بها، وركزوا عليها.

ويتضح من تتبع دعوات الرسل أن التوحيد أنواع ثلاثة، متمايزة، يجب الإيمان بها، لتنتج إيمانا صادقا كاملا، وهذه الأنواع هي:

[القسم الأول: توحيد الأسماء والصفات]

لله الأسماء الحسنى، وصفاته العلى، وهو سبحانه في أسمائه، وصفاته، واحد لا شريك، ودلالة الأسماء والصفات على ذات الله تعالى دلالة خاصة، تليق بذاته سبحانه وتعالى، ولا يصح فهمها على ضوء مفهوم الحوادث المخلوقة، ولا يصح تصور أن الحوادث وإن سميت، أو اتصفت بأسماء الله، أو صفاته، تشبه الله في جانب من جوانب الصفة.

فالكبير اسم من أسماء الله تعالى مثلا، يجب أن يفهم بمعنى خاص به، فالخالق لا يشبهه مخلوق أبدا، والمخلوق كائن حادث، والخالق إله قديم قادر {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}


١ لا إله إلا الله عقيدة وشريعة ومنهاج حياة ص٢٤.

<<  <   >  >>