للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمَازِنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ سَهْلٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، قَالَ: لمَّا اسْتَقَلَّتِ الْخِلافَةُ لأَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: يَا رَبِيعُ، ابْعَثْ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، فَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَقُلْتُ: أَيُّ بَلِيَّةَ يُرِيدُ أَنْ يَفْعَلَ، وَأَوْهَمْتُهُ أَنِّي أَفْعَلُ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ بَعْدَ سَاعَةٍ، فَقَالَ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ ابْعَثْ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ؟ فَوَاللَّهِ لَتَأْتِينِي بِهِ أَوْ لأَقْتُلَنَّكَ شَرَّ قِتْلَةٍ، فَذَهَبْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنيِنَ، فَقَامَ مَعِي، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنَ الْبَابِ قَامِ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ، ثُمَّ دَخَلَ فَسَلَّمَ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ، وَوَقَفَ فَلَمْ يُجْلِسْهُ، ثُمَّ رَفَعَ وَقَالَ: يَا جَعْفَرُ، أَنْتَ الَّذِي كَيْتَ وَكَيْتَ، وَحَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُبْعَثُ لِلْغَادِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِوَاءٌ يُعْرَفُ بِهِ»

قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يُنَادِي مُنَادٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ: أَلا لِيَقُمْ مَنْ كَانَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، فَلا يَقُومُ مِنْ عِبَادِهِ إِلا الْمُتَفَضِّلُونَ " , فَمَا زال يَقُولُ حَتَّى سَكَنَ مَا بِهِ، وَأَلانَ لَهُ، فَقَالَ: اجْلِسْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، ارْتَفَعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، ثُمَّ دَعَا بِدِهْنٍ فِيهِ غَالِيَةٍ، فَأَرَاقَهُ عَلَيْهِ بِيَدِهِ، وَالْغَالِيَةُ تَقْطُرُ مِنْ بَيْنَ أَنَامِلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنيِنَ، ثُمَّ قَالَ: انْصَرِفْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، فِي حِفْظِ اللَّهِ تَعَالَى، ثُمَّ قَالَ لِي: يَا رَبِيعُ، اتْبِعْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَائِزَتَهُ وَأَضْعِفْهَا

<<  <   >  >>