للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نفسه بالمحاسبة أمن عليها المداهنة. وقال: الأمانىّ حبال الجهل، والعشرة الحسنة وقاية من الأسواء.

وشتمه بعض الملوك وكان على فرس وعليه حلل وبزّة- فقال له سقراط: إنما تفخر علىّ بغير جنسك، ولكن رد كلّ جنس إلى جنسه وتعال الآن فلنتكلم.

وقال سقراط: من أعطى الحكمة فلا يجزع لفقد الذهب والفضّه؛ لأن من أعطى السلامة والدّعة لا يجزع لفقد الألم والتعب؛ لأن ثمار الحكمة السلامة والدّعة، وثمار الذهب والفضة الألم والتعب؛ وقال: القنية ينبوع الأحزان؛ فأقلّوا القنية تقلّ همومكم. وقال: القنية مخدومة، ومن خدم غير نفسه فليس بحر وقال أبو الطيب:

أبدا تستردّ ما تهب الدن ... يا فيا ليت جودها كان بخلا

وكفت كون فرحة تورث اله ... مّ وخلّ يغادر الوجد خلّا

[[حكم للهند]]

وفى كتاب الهند: العاقل حقيق أن تسخو نفسه عن الدنيا، علما بأنه لا ينال أحد منها شيئا إلا قلّ إمتاعه به وكثر عناؤه فيه، ووباله عليه، واشتدّت مؤنته عند فراقه، وعلى العاقل أن يدوم ذكره لما بعد هذه الدار، ويتنزّه عما تسيّره إليه نفسه من هذه العاجلة، ويتنحّى عن مشاركة الكفرة والجهال فى حبّ هذه الفانية التى لا يألفها ولا ينخدع بها إلا المغترون.

وفيه: لا يجدّنّ العاقل فى صحبة الأحباب والأخلاء، ولا يحرصنّ على ذلك كل الحرص. فإن صحبتهم على ما فيها من السرور كثيرة الأذى، والمؤنات، والأحزان، ثم لا يفى «١» ذلك بعاقبة الفراق.

وفيه: ليس من شهوات الدنيا ولذاتها شىء إلّا وهو مولّد أذى وحزنا،

<<  <  ج: ص:  >  >>