للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقصاه؛ واذكر فى يومك أخبار غدك، واستزدنى بإحسانك إلى أهل الطاعة، وإساءتك إلى أهل المعصية، أزدك إن شاء الله تعالى.

[[فضل العمامة]]

ذكرت العمامة عند أبى الأسود الدؤلى فقال: جنّة فى الحرب، ودثار فى البرد، وكنّة فى الحرّ، ووقار فى النّدى، وشرف فى الأحدوثة، وزيادة فى القامة، وهى [بعد] عادة من عادات العرب.

[[من رسائل ابن العميد]]

وكتب أبو الفضل بن العميد إلى أبى عبد الله الطبرى:

وقفت على ما وصفت من برّ مولانا الأمير لك، وتوفّره بالفضل عليك، وإظهار جميل رأيه فيك، وما أنزله من عارفة «١» لديك؛ وليس العجب أن يتناهى مثله فى الكرم إلى أبعد غاية، وإنما العجب أن يقصر شىء من مساعيه عن نيل المجد كلّه، وحيازة الفضل بأجمعه؛ وقد رجوت أن يكون ما يغرسه من صنيعة عندك أجدر غرس بالزّكاء «٢» ، وأضمنه للزّيع والنّماء؛ فارع ذلك، واركب فى الخدمة طريقة تبعدك من الملال، وتوسطك فى الحضور بين الإكثار والإقلال، ولا تسترسل إلى حسن القبول كلّ الاسترسال؛ فلأن تدعى من بعيد خير من أن تقصى «٣» من قريب، وليكن كلامك جوابا تتحرّز فيه من الخطل ومن الإسهاب، ولا يعجبنّك تأتّى كلمة محمودة فيلجّ بك الإطناب توقّعا لمثلها؛ فربما هدمت ما بنته الأولى، وبضاعتك فى الشرف مزجاة، وبالعقل يزمّ اللسان، ويرام السّداد، فلا يستفزّنك طرب الكلام على ما يفسد تمييزك؛ والشفاعة لا تعرض لها فإنها مخلقة للجاه؛ فإن اضطررت إليها فلا تهجم عليها حتى تعرف موقعها.

وتحصّل وزنها، وتطالع موضعها؛ فإن وجدت النفس بالإجابة سمحة، وإلى

<<  <  ج: ص:  >  >>