للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأنّ نعم فى فيه تجرى مكانها ... سلافة ما مجّت لأفراخها النّحل

له هضبة تأوى إلى ظلّ برمك ... منوط بها الآمال، أطنابها السّبل

عجول إلى أن يودع الحمد ماله ... يعدّ الندى غنما إذا اغتنم البخل «١»

وقد حرم الأعراض بالبيض والندى ... فأموالهم نهب وأعراضهم بسل «٢»

حبا لا يطير الجهل فى عرصاتها ... إذا هى حلت لم يفت حلّها ذحل «٣»

بكبّ أبى العباس يستمطر الغنى ... وتستنزل النّعمى ويسترعف النّصل

متى شئت رفّعت الستور عن الغنى ... وتستنزل النّعمى ويسترعف النّصل

متى شئت رفّعت الستور عن الغنى ... إذا أنت زرت الفضل أو أذن الفضل

وقوله أيضا:

إذا كنت ذا نفس جواد ضميرها ... فليس يضر الجود أن كنت معدما

رآنى بعين الجود فانتهز الذى ... أردت فلم أفغر إليه به فما

ظلمتك إن لم أجزل الشكر بعد ما ... جعلت إلى شكرى نوالك سلما

فإنك لم يترك نداك ذخيرة ... لغيرك من شكرى ولا متلوّما

وقال ليزيد بن مزيد:

موف على مهج فى يوم ذى رهج ... كأنه أجل يسعى إلى أمل

ينال بالرّفق ما يعيا الرجال به ... كالموت مستعجلا يأتى على مهل

لا يرحل الناس إلا نحو حجرته ... كالبيت يضحى إليه ملتقى السّبل

يقرى المنيّة أرواح الكماة كما ... يقرى الضيوف شحوم الكوم والبزل «٤»

يكسو السيوف رءوس الناكثين به ... ويجعل الهام تيجان القنا الذّبل

قد عوّد الطير عادات وثقن بها ... فهنّ يتبعنه فى كل مرتحل

وهذا المعنى كثير.

<<  <  ج: ص:  >  >>