للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[شعب بوّان]

ونظير قول أبى الطيب فى هذا البيت وإن لم يكن فى معناه قوله يصف شعب بوّان، وسيأتى، وفى هذا الشّعب يقول ابو العباس المبرد: كنت مع مع الحسين بن رجاء بفارس؛ فخرجت إلى شعب برّان، فنظرت إلى تربة كأنها الكافور، ورياض كأنها الثوب الموشى، وماء ينحدر كأنه سلاسل الفضة، على حصباء كأنها حصى الدر؛ فجعلت أطوف فى حنباتها، وأدور فى عرصاتها، فإذا فى بعض جدرانها مكتوب:

إذا أشرف المكروب من رأس تلعة ... على شعب بوّان أفاق من الكرب

وألهاه بطن كالحرير لطافة ... ومطّرد يجرى من البارد العذب «١»

وطيب رياص فى بلاد مريعة ... وأغصان أشجار جناها على قرب «٢»

يدير علينا الكاس من لو لحظته ... بعينك مالمت المحبين فى الحبّ

فبالله يا ريح الشمال تحمّلى ... إلى شعب بوّان سلام فتى صبّ «٣»

قال أبو العباس: فأخبرت سليمان بن وهب بما رأيت، فقال: وقد رأيت تحت هذه الأبيات:

ليت شعرى عن الذين تركنا ... خلفنا بالعراق هل ذكرونا؟

أم يكون المدى تطاول حتى ... قدم العهد بيننا فنسونا «٤»

إن حفوا حرمة الصّفاء فإنا ... لهم فى الهوى كما عهدونا

وشعر المتنبى:

مغانى الشّعب طيبا فى المغانى ... بمنزلة الربيع من الزمان

ولكنّ الفتى العربىّ فيها ... غريب الوجه واليد واللسان

ملاعب جنّة لو سار فيها ... سليمان لسار بترجمان

طبت فرساننا والخيل حتى ... خشيت وإن كرمن من الحران

<<  <  ج: ص:  >  >>