للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا زفرت غيظا ترامت بمارج ... كما شبّ من نار الجحيم وقود

تعانق موج البحر حتى كأنه ... سليط له فيه الذّبال عتيد «١»

ترى الماء فيها وهو قان خضابه ... كما باشرت ردع الخلوق جلود «٢»

فأنفاسهن الحاميات صواعق ... وأفواههن الزافرات حديد

يشبّ لآل الجاثليق سعيرها ... وما هى من آل الطريد بعيد

لها شعل فوق الغمار كأنها ... دماء تلقيها ملاحف سود

وغير المذاكى نجرها غير أنها ... مسوّمة تحت الفوارس قود

فليس لها إلا الرياح أعنّة ... وليس لها إلا العباب كديد «٣»

ترى كلّ قوداء التليل كما انثنت ... سوالف غيد أعرضت وخدود «٤»

رحيبة مدّ الباع وهى نضيجة ... بغير شوى عذراء وهى ولود

تكبرن عن نقع يثار كأنها ... موال وجرد الصافنات عبيد

لها من شفوف العبقرى ملابس ... مفوّفة فيها النّضار جسيد

كما اشتملت فوق الأرائك خرّد ... أو التفعت فوق المنابر صيد

لبوس تكفّ الموج وهو غطامط ... وتدرأ بأس اليمّ وهو شديد

فمنه دروع فوقها وجواشن ... ومنها خفاتين لها وبرود

وقال على بن محمد الإيادى يصف أسطول القائم فأجاد ما أراد:

أعجب لأسطول الإمام محمد ... ولحسنه وزمانه المستغرب

لبست به الأمواج أحسن منظر ... يبدو لعين الناظر المتعجّب

من كل مشرفة على ما قابلت ... إشراف صدر الأجدل المتنصّب

دهماء قد لبست ثياب تصنّع ... تسبى العقول على ثياب ترهّب

<<  <  ج: ص:  >  >>