للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفاخر صاحب سيف صاحب قلم، فقال صاحب القلم: أنا أقتل بلا غرر، وأنت تقتل على خطر. فقال صاحب السيف: القلم خادم السيف إن تم مراده، وإلّا فإلى السيف معاده.

قال أبو تمام:

السيف أصدق أنباء من الكتب ... فى حدّه الحدّ بين الجد واللعب

إبراهيم بن المهدى:

فقد تلين ببعض القول تبذله ... والوصل فى جبل صعب مراقيه

كالخيزران منيع حين تكسره ... وقد يرى ليّنا فى كفّ لاويه

أبو الهيدام «١» عامر بن عمارة المرّى يرثى:

سأبكيك بالبيض الرّقاق وبالقنا ... فإن بها ما أدرك الواتر الوترا

ولسنا كمن يبكى أخاه بعبرة ... يعصّرها من ماء مقلته عصرا

ولكننى أشفى فؤادى بغمرة ... وألهب فى قطرى جوانبه جمرا

وإنا أناس ما تفيض دموعنا ... على هالك منّا وإن قصم الظّهرا

[[من وصايا الحكماء]]

لقى رجل حكيما فقال: كيف ترى الدهر؟ قال: يخلق الأبدان، ويجدّد الآمال، ويقرّب المنية، ويباعد الأمنية. قال: فما حال أهله؟ قال: من ظفر به منهم تعب، ومن فاته نصب. قال: فما الغنى عنه؟ قال: قطع الرجاء منه، قال: فأىّ الأصحاب أبرّ وأوفى؟ قال: العمل الصالح والتقوى. قال: أيهم أضر وأردى «٢» ؟ قال: النفس والهوى، قال: فأين المخرج؟ قال: سلوك المنهج. قال:

وما هو؟ قال: بذل المجهود، وترك الراحة، ومداومة الفكرة. قال: أوصنى.

قال: قد فعلت.

<<  <  ج: ص:  >  >>