للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما لى وما لك قد كلفتنى شططا ... حمل السلاح وقول الدّارعين قف

أمن رجال المنايا خلتنى رجلا ... أمسى وأصبح مشتاقا إلى التّلف

أرى المنايا على غيرى فأكرهها ... فكيف أمشى إليها بارز الكتف

أخلت أنّ سواد الليل غيّرنى ... وأن قلبى فى جنبى أبى دلف

قلت: هذا كحديث الذى دخل فى قوم على شراب فسقوه غير الشراب الذى يشربون، فقال:

نبيذان فى مجلس واحد ... لإيثار مثر على مقتر

فلو كنت تفعل فعل الكرام ... فعلت كفعل أبى البخترى

تتبّع إخوانه فى البلاد ... فأغنى المقلّ عن المكثر

فاتصل شعره بأبى البخترى فأعطاه ألف دينار ولم يره.

[[أحمد بن أبى فنن]]

والأبيات التى مدح بها أبو دلف هى لأحمد بن أبى فنن «١» ، وكان شاعرا مجيدا، وهو القائل:

ولما أبت عيناى أن تملك البكى ... وأن تحبسا سحّ الدموع السواكب «٢»

تثاءبت كى لا ينكر الدمع منكر ... ولكن قليلا ما بقاء التثاؤب «٣»

أعرّضتمانى للهوى ونممتما ... علىّ؟ لبئس الصاحبان لصاحب

وقال:

وحياة هجرك غير معتمد ... إلا لقصد الحنث فى الحلف

ما أنت أملح من رأيت ولا ... كلفى بحبّك منتهى كلفى

<<  <  ج: ص:  >  >>