للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[مما كتبه ابن الزيات]]

وكتب ابن الزيات عهد الواثق على مكة بحضرة المعتصم: أما بعد، فإن أمير المؤمنين قد قلّدك مكة وزمزم، تراث أبيك الأقدم، وجدّك الأكرم، وركضة جبريل «١» ، وسقيا إسماعيل، وحفر عبد المطلب، وسقاية العباس؛ فعليك بتقوى الله تعالى، والتوسعة على أهل بيته.

وكتب: لو لم يكن من فضل الشكر إلا أنك لا تراه إلا بين نعمة مقصورة عليه، وزيادة منتظرة له، ثم قال لمحمد بن رباح: كيف ترى؟ قال: كأنهما قرطان بينهما وجه حسن، ومع ذلك ذكر ابن الزيات أمر الحرم بتعظيم وتفخيم

[ألفاظ لأهل العصر فى التهنئة بالحج، وتفخيم [أمر] الحرم و [تعظيم] أمر المناسك والمشاعر، وما يتص بها من الأدعية]

قصد البيت العتيق، والمطاف الكريم، والملتزم النبيه، والمستلم النزيه.

[وقف بالمعرّف العظيم، وورد زمزم والحطيم] . حرم الله الذى أوسعه للناس كرامة، وجعله لهم مثابة «٢» ، وللخليل خطّة، وللذبيح خلّة، ولمحمد صلى الله عليه وسلم قبلة، ولأمّته كعبة، ودعا إليه حتى لبّى من كل مكان سحيق، وأسرع نحوه من كل فجّ عميق، يعود عنه من وفّق وقد قبلت توبته، وغفرت حوبته «٣» ، وسعدت سفرته، وأنجحت أوبته، وحمد سعيه، وزكا حجّه، وتقبل عجّه وثجّه «٤» . انصرف مولاى عن الحجّ الذى انتضى له عزائمه، وأنضى فيه رواحله، وأتعب نفسه بطلب راحتها، وأنفق ذخائره بشراء سعة الجنة وساحتها؛ فقد زكت إن شاء الله تعالى أفعاله وتقبّلت أعماله، وشكر سعيه، وبلغ هديه.

<<  <  ج: ص:  >  >>