للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسوّغناها هواها، لأوردنا عليك فى ذرور «١» كلّ شارق جديد شكر، وجدّدنا لك مع اعتراض كل خاطر جميل ذكر، لكنا للعادة فى ترك الهوى، والثقة بأنك مع صالح آدابك تحلّ الأدنى من الإحماد محلّ الأوفى، فيقضى لك بأنه- وإن عظم قدره- يسير العدد، وعلى ما هو- وإن تناهى لفظه- باقى الفخر مدى الأبد، وكان مما اقتضانا الآن تناولك به أخبار تواترت، وأقوال تظاهرت، بإطباق سكان الحضرة ونيسابور من أهل عملك على شكر ما يتزيّد لهم وفيهم من موادّ عدلك، وحسن فضلك، حتى لقد ظلّوا ولهم فى شكر ذلك محافل تعقد، ومشاهد تشهد، يعجب بها السامع والرائى، ويقترن بها المؤمن والداعى؛ فإن هذا- أعزّك الله- حال يطيب مسمعه، ويلذّ موقعه، حتى لقد ملأ القلوب بهجا، والصدور ثلجا، حتى استفزّها فرط الارتياح، وصدق الانشراح، إلى هذا الكتاب أن أعجلناه، وهذا الشكر أن أجزلناه. بعد ذكر لك اتصل كل الاتصال، وأجمل كل الإجمال، وتضاعف به حظّك من الرأى أضعافا، وأشرف محلك على كل المحال إشرافا، ونحن نهنيك- أعزك الله- على التوفيق الذى قسمه الله لك، والتيسير الذى وكله بك، ونبعثك على استدامتها بصالح النية، وبصادق البغية، لتدنو من العدل على ما ترعى، وتحسن الهدى فيما تتولّى. فرأيك أبقاك الله تعالى فى إحلال ذلك محله من استبشار به تستكمله، واستثمار له تعجّله [إن شاء الله تعالى] .

وكتب إليه يعزيه: «إن أحقّ من سلّم لأمر الله تعالى ورضى بقدره، حتى يمحّض مصطنعا «٢» ، ويخلص مصطبرا، وحتى يكون بحيث أمر الله من الشكر إذا وهب، والرضا إذا سلب، أنت أعزك الله تعالى؛ لمحلّك من الشكر والحجا، وحظك من الصبر والنّهى، ثم لما ترجع إليه من ثبات الجنان «٣» عند النازلة،

<<  <  ج: ص:  >  >>