للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالولاية يلبس مولاى ظلالها، ويسحب أذيالها، بنعم مستفادة، ورتب مستزادة، سرورى بما أعلمه بكسبه «١» الثناء فى كل عمل يدبّره، من أحدوثة جميلة، ومثوبة جزيلة، ويؤثره من إحياء عدل، وإماتة جور، وعمارة لسبل الخيرات، وإيضاح لطرق المكرمات، سيدى يوفى على الرتب التى يدعى لها بحلوله «٢» ؛ فهنيئا لها بتجمّلها بولايته، وتحلّيها بكفايته. الأعمال إن بلغت أقصى الآمال، فكفاية مولاى تتجاوزها وتتخطاها، والرتب وإن جلّت قدرا، وكبرت ذكرا، فصناعته تسبقها «٣» وتنسؤها، غير أنّ للتهانى رسما لا بدّ من إقامته، وشرطا لا سبيل إلى نقض عادته. الأعمال وإن بلغت أقصى الآمال فكفاية سيدى توفى عليها إيفاء الشمس على النجوم، وترتفع عنها ارتفاع السماء على التخوم.

سيدى أرفع قدرا وأنبه ذكرا، من أن نهنّئه بولاية وإن جلّ أمرها وعظم قدرها. قد أعطيت قوس الوزارة باريها، وأضيفت إلى كفئها وكافيها، وفسخ فيها شرط الدنيا الفاسد فى إهداء حظوظها إلى أوغادها، ونقض بها حكمها الجائر فى العدول بها عن نجباء أولادها. الدنيا أعز الله الوزير مهنّأة بانحيازها «٤» إلى رأيه وتنفيذه، والممالك مغبوطة باتصالها إلى أمره وتدبيره. قد كانت الدّنيا مستشرفة لوزارته، إلى أن سدت بما كانت الأيام عنه مخبرة، وحظيت بما كانت الظنون به مبشّرة. أنا أهنّىء الوزارة بإلقائها إلى فضله مقادتها، وبلوغها فى ظلّه إرادتها، وانحيازها من إيالته إلى واضحة الفخر، وتوشحها من كفايته بعزّة سائدة على وجه الدهر. الحمد لله الذى أقرّ عين الفضل، ووطّأ مهاد المجد، وترك الحساد يتعثّرون فى ذيول الخيبة، ويتساقطون فى فضول الحسرة؛ وأرانى الوزارة وقد استكمل الشيخ إجلالها، ووفّى لها جمالها:

<<  <  ج: ص:  >  >>