للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصبحت من بعد غنى ووفر ... ساكن قفر وحليف فقر

يا قوم هل بينكم من حرّ ... يعيننى على صروف الدهر

يا قوم قد عيل بفقرى صبرى ... وانكشفت عنى ذيول السّتر

وفضّ ذا الدهر بأيدى البتر ... ما كان لى من فضّة وتبر

آوى إلى بيت كقيد الشّبر ... خامل قدر وصغير قدر «١»

لو ختم الله بخير أمرى ... أعقبنى من عسرة بيسر

هل من فتى فيكم كريم النّجر ... محتسب فىّ عظيم الأجر

إن لم يكن مغتنما للشكر

قال عيسى بن هشام: فرقّ له والله قلبى، واغرورقت عينى، وما لبثت أن أعطيته دينارا كان معى، فأنشأ يقول:

يا حسنها فاقعة صفراء ... معشوقة منقوشة قوراء

يكاد أن يقطر منها الماء ... قد أثمرتها همّة علياء

نفس فتى يملكه السّخاء ... يصرفه فيه كما يشاء

يا ذا الذى يعنيه ذا الثناء ... ما يتقصّى قدرك الإطراء

فامض على الله لك الجزاء

ورحم الله من شدّها فى قرن بمثلها، وآنسها بأختها، فناله الناس ما نالوه «٢» ؛ ثم فارقهم وتبعته، وعلمت أنه متعام لسرعة ما عرف الدينار، فلما نظمتنا خلوة مددت يمناى إلى يسرى عضديه، وقلت: والله لترينّى سرّك، أو لأكشفنّ سترك؛ فكشف عن توأمتى لوز «٣» ، وحدرت لثامه، فإذا هو والله شيخنا أبو الفتح الإسكندرى، فقلت: أنت أبو الفتح؟ فقال: لا

أنا أبو قلمون ... فى كلّ لون أكون

<<  <  ج: ص:  >  >>