للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رحلت قلوص الهجر ثم اقتعدتها ... إلى البعد ما ألفيت فى الأرض معملا

وأكرمت نفسى والكرامة حظّها ... ولم ترنى لولا الهوى متذلّلا

وعارضت أطراف الصّبا أبتغى أخا ... يعين إذا ما الهمّ بالمرء أعضلا

أخا كأبى عمرو، وأنّى بمثله ... إذا الحرّ بالمجد ارتدى وتسر بلا

جزى الله عثمان الخريمىّ خير ما ... جزى صاحبا جزل المواهب مفضلا

أخا كان إن أقبلت بالودّ زادنى ... صفاء وإن أدبرت حنّ وأقبلا

أخا لم يخنّى فى الحياة ولم أبت ... يخوّفنى الأعداء منه التنقّلا

إذا حاولوه بالسعاية حاولوا ... به هضبة تأبى بأن تتخلخلا

يحكّمنى فى ماله ولسانه ... ويركب دونى الراعبىّ المؤللا «١»

كفى جفوة الإخوان طول حياته ... وأورث مما كان أعطى وأحزلا

وبات حميدا لم يكدّر صنيعه ... ولم أقله طول الحياة وماقلا

وكنت أخا لو دام عهدك واصلا ... نصورا إذا ما الشرّ خبّ وهرولا

فغيّرك الواشون حتى كأنما ... ترانى شجاعا بين عينيك مقبلا

[[من ترجمة أبى يعقوب الخريمى]]

وأبو يعقوب هذا إسحاق بن حسان، قال المبرد: كان أبو يعقوب جميل الشعر، مقبولا عند الكتاب، وله كلام قوى، ومذهب متوسط، وكان يرجع إلى نسب كريم فى الصّغد، وكان له ولاء فى غطفان، وكان اتصاله بمولاه أبى عثمان بن خريم المرى الذى يقال له خريم الناعم، وكان أبو عثمان هذا قائدا جليلا، وسيدا كريما. وسئل [خريم] عن لذة الدنيا، فقال: الأمن فإنه لا عيش لخائف، والعافية فإنه لا عيش لسقيم، والغنى فإنه لا عيش لفقير. وقيل له:

<<  <  ج: ص:  >  >>