للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن انتظر بمعاجلة الدرك مؤاجلة الاستقصاء سلبته الأيام فرصته.

كتب بعض الكتاب إلى أخ له: إن رأيت أن تحدّد لى ميعادا لزيارتك، أتقوّته «١» إلى وقت رؤيتك، ويؤنسنى إلى حين لقائك، فعلت إن شاء الله فأجابه: أخاف أن أعدك وعدا يعترض دون الوفاء به مآلا أقدر على دفعه، فتكون الحسرة أعظم من الفرقة.

فأجاب المبتدئ: أنا أسر بموعدك، وأكون جذلا «٢» بانتظارك، فإن عاق عن الإنجاز عائق، كنت قد ربحت السرور بالتوقّع لما أحبّه، وأصبت أجرى على الحسرة بما حرمته.

وكتب أخ إلى أخ له يستدعيه: أما بعد فإنه من عانى الظّمأ بفرقتك استوجب الرىّ من رؤيتك، والسلام.

وكتب آخر فى بابه: يومنا يوم طاب أوّله، وحسن مستقبله، وأتت السماء بقطارها، فحلّت الأرض بأنوارها «٣» ، وبك تطيب الشّمول، ويشفى الغليل، فإن تأخّرت عنا فرّقت شملنا، وإن تعجلت إلينا نظمت أمرنا.

قال إسحاق الموصلى: قال لى ثمامة بن أشرس، وقد أصبت بمصيبة: لمصيبة فى غيرك لك ثوابها، خير من مصيبة فيك لغيرك أجرها.

ومرّ عمر بن ذر بابن عياش المنتوف، وكان سفه عليه فأعرض عنه، وتعلّق بثوبه، وقال: يا هناه؛ إنا لم نجد لك جزاء إذ عصيت الله فينا، خيرا من أن نطيعه فيك. أخذه من قول عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه: ما عاقبت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه.

وكتب بعض الكتاب إلى رئيسه: ما رجائى عدلك بزائد على تأميلى فضلك، كما أنه ليس خوفى صيالك، بأكثر من خشيتى نكالك؛ لأنك

<<  <  ج: ص:  >  >>