للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكفى قليل كلامه، وكثيره ... ثبت، إذا طال النّضال، مصيب «١»

وأنشد أبو العباس محمد بن يزيد المبرّد «٢» ولم يسمّ قائله، وهو مولّد ولم ينقصه توليده من حظّ القديم شيئا:

طبيب بداء فنون الكلام ... لم يعى يوما ولم يهذر

فإن هو أطنب في خطبة ... قضى للمطيل على المنزر «٣»

وإن هو أوجز في خطبة ... قضى للمقلّ على المكثر

وقال آخر يصف خطيبا:

فإذا تكلّم خلته متكلّما ... بجميع عدّة ألسن الخطباء

فكأن آدم كان علّمه الّذى ... قد كان علّمه من الأسماء

وكان أبو داود يقول: تلخيص المعانى رفق، والاستعانة بالغريب عجز، والتشدق في الإعراب نقص، والنظر في عيون الناس عيّ، ومسّ اللحية هلك، والخروج عما بنى عليه الكلام إسهاب.

وقال بعضهم يهجو رجلا بالعى:

ملىء ببهر والتفات وسعلة ... ومسحة عثنون وفتل الأصابع «٤»

ووصف العتابى «٥» رجلا بليغا فقال: كان يظهر ما غمض من الحجّة،

<<  <  ج: ص:  >  >>