للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لو تمّمت أسباب نعمتها ... تمّت بذلك عندنا يدها

إنى وإياها كمفتتن ... بالنار تحرقه ويعبدها

[[من أخبار ابن أبى عتيق وعائشة بنت طلحة]]

وابن أبى عتيق هذا هو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق، رضي الله عنه! وكان من أفاضل زمانه علما وعفافا، وكان أحلى الناس فكاهة، وأظرفهم مزاحا، وله أخبار مستظرفة سيمرّ منها ما يستحسن إن شاء الله.

روى الزبير بن أبى بكر أنه دخل على عائشة- يعنى بنت طلحة، رضي الله عنهما! - وهي لمابها؛ فقال: كيف أنت جعلت فداك؟ قالت: فى الموت، قال:

فلا إذا، إنما ظننت في الأمر فسحة، فضحكت، وقالت: ما تدع مزحك بحال.

وفيه يقول عمر بن أبى ربيعة القرشى:

ليت شعرى هل أقولن لركب ... بفلاة هم لديها خشوع

طالما عرّستم فاستقلّوا ... حان من نجم الثريّا طلوع

إنّ همّى قد نفى النوم عنّى ... وحديث النفس منّى يروع

قال لى فيها عتيق مقالا ... فجرت مما يقول الدموع

قال لى: ودّع سليمى ودعها ... فأجاب القلب: لا أستطيع

لا تلمنى في اشتياقى إليها ... وابك لى مما تجنّ الضّلوع

[[مثل من التعريض]]

قال أبو العباس محمد بن يزيد «١» قوله: «حان من نجم الثريا طلوع» كناية، وإنما

<<  <  ج: ص:  >  >>