للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يريد الثريا بنت على بن عبد الله بن الحارث بن أميّة الأصغر، وكانت موصوفة بالجمال، وتزوّجها سهيل بن عبد الرحمن بن عوف الزهرى، فنقلها إلى مصر، وفي ذلك يقول عمر، وضرب لهما المثل بالنجمين:

أيها المنكح الثريّا سهيلا ... عمرك الله كيف يلتقيان

هى شاميّة إذا ما استقلّت ... وسهيل إذا استقلّ يمانى

فمات سهيل عنها، أو طلّقها، فخرجت إلى الوليد بن عبد الملك وهو خليفة دمشق تطلب في دين عليها، فبينا هي عند أمّ البنين ابنة عبد العزيز إذ دخل الوليد فقال: من هذه عندك؟ قالت: الثريا، جاءتك تطلب في دين ارتكبها، فأقبل الوليد عليها، فقال: أتروين من شعر عمر بن أبى ربيعة شيئا؟ قالت:

نعم، أما إنه رحمه الله كان عفيفا، عفيف الشعر، أروى له قوله:

ما على الرّسم بالبليين لو ب ... يّن رجع السلام أولو أجابا

فإلى قصر ذى العشيرة بالصا ... ئف أمسى من الأنيس يبابا

وبما قد أرى به حىّ صدق ... ظاهرى العيش نعمة وشبابا

وحسانا جواريا خفرات ... حافظات عند الهوى الأحسابا

لا يكثّرن بالحديث ولا يتبعن ... ينعقن بالبهام الظّرابا «١»

فلما خلا الوليد بأم البنين قال: لله درّ الثريا؛ أتدرين ما أرادت بإنشادها ما أنشدت من شعر عمر؟ قالت: لا، قال: فإنّى لما عرّضت لها بعمر عرّضت بأن أمى أعرابية؛ وأم الوليد ولّادة ابنة العباس بن جزء بن الحارث بن زهير العبسى، وهي أمّ سليمان، ولا تعلم امرأة ولدت خليفتين في الإسلام غيرها، وغير الخيزران، وهي سبيّة من خرشنة، ولدت موسى الهادى وهارون الرشيد ابنى محمد المهدى، وشاهسفرم بنت فيروز بن يزدجرد بن شهريار بن كسرى أبرويز؛ فإنها

<<  <  ج: ص:  >  >>