للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأنما غنّت لشمس الضحى ... فألبستها حسنها خلعه

كأنما رنّة مسموعها ... رقة شكوى سبقت دمعه

تهدى إلى قلبك ما يشتهى ... كأنها قد أطلعت طلعه

يجتمع الظرف لجلّاسها ... والحسن والإحسان في بقعه

طفّل على من حصلت عنده ... فبعض تطفيل الفتى رفعه «١»

ربيع غيث فانتجع روضه ... فلن يعاب الحرّ بالنجعه «٢»

[[ستر الرأس لإخفاء الصلع]]

وكان ابن الرومى لا يزال معتمّا، وكان يغضب إذا سئل عن ذلك، وسأله بعض الرؤساء: لم تعتم؟ فقال بديها:

يأيّها السائلى لأخبره ... عنّى لم لا أراك معتجرا

أستر شيئا لو كان يمكننى ... تعريفه السائلين ما سترا

وقد بين العلة التي أوجبت اهتمامه في قوله:

تعممت إحصانا لرأسى برهة ... من القرّ يوما والحرور إذا سفع

فلما دهى طول التّعمم لمّتى ... وأودى بها بعد الإطالة والفرع

عزمت على لبس العمامة حيلة ... لتستر ما جرّت علىّ من الصّلع

فيالك من جان علىّ جناية ... جعلت إليه من جنايته الفزع

وأعجب شىء كان دائى جعلته ... دوائى على عمد وأعجب بأن نفع

وهذا كقوله، وإن لم يكن في معناه، وقد رأيت من ينسبه إلى كشاجم:

طربت إلى المراة فروّعتنى ... طوالع ثيبتين ألمّتا بى

فأما شيبة ففزعت منها ... إلى المقراض حبّا للتّصابى

<<  <  ج: ص:  >  >>