للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشدّت على حدب المطايا رحالنا ... ولا يعلم الغادى الذى هو رائح

أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا ... وسالت بأعناق المطىّ الأباطح

نقعنا قلوبا بالأحاديث واشتفت ... بذاك صدور منضجات قرائح «١»

ولم نخش ريب الدّهر في كلّ حالة ... ولا راعنا منه سنيح وبارح

وقال:

تفرّق ألّاف الحجيج على منى ... وشتّتهم شحط النوى مشى أربع

فريقان منهم سالك بطن نخلة ... وآخر منهم جازع ظهر تضرع

فلم أر دارا مثلها دار غبطة ... ولهو إذا التفّ الحجيج بمجمع

أقلّ مقيما راضيا بمكانه ... وأكثر جارا ظاعنا لم يودّع

فأصبح لا تلقى خباء عهدته ... بمضربه أوتاده لم تنزّع

فشاقوك لما وجّهوا كلّ وجهة ... فبانوا وخلّوا عن منازل بلقع

ودخل كثيّر على عزّة يوما، فقالت: ما ينبغى أن نأذن لك في الجلوس، فقال: ولم ذلك؟ قالت: لأنى رأيت الأحوص ألين جانبا عند الغوانى منك في شعره، وأضرع خدّا للنساء، وأنه الذى يقول:

يأيها اللأئمى فيها لأصرمها ... أكثرث لو كان يغنى عنك إكثار

أكثر فلست مطاعا إذ وشيت بها ... لا القلب سال ولا في حبّها عار

ويعجبنى قوله:

أدور ولولا أن أرى أمّ جعفر ... بأبياتكم مادرت حيث أدور

وما كنت زوّارا، ولكنّ ذا الهوى ... إذا لم لا يزر لا بدّ أن سيزور

لقد منعت معروفها أمّ جعفر ... وإنى إلى معروفها لفقير

<<  <  ج: ص:  >  >>