للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا كنت في القوم الطوال فطلتهم «١» ... بعارفة حتى يقال طويل «٢»

ولا خير في حسن الجسوم وطولها ... إذا لم تزن حسن الجسوم عقول

فكائن رأينا من فروع طويلة ... تموت إذا لم تحيهن أصول

فإلّا يكن جسمى طويلا فإننى ... له بالفعال الصالحات وصول

ولم أر كالمعروف: أمّا مذافه ... فحلو، وأمّا وجهه فجميل

وقال ابن الرومى:

ونصيف من الرجال نحيف ... راجح الوزن عند وزن الرجال

فى أناس أوتوا حلوم العصافير ... فلم تغنهم جسوم البغال

أخذه من قول حسان بن ثابت، وقال له بنو الديان الحارثيون: قد كنّا ونحن نطول بأحسامنا على العرب حتى قلت:

دعوا التّخاجؤ وامشوا مشية سجحا ... إنّ الرجال ذوو قدّ وتذكير «٣»

لا بأس بالقوم من طول ومن عظم ... جسم البغال وأحلام العصافير

فتركتنا لا نرى أجسامنا شيئا والعرب تمدح الطول، وتثنى عليه، وقال عنترة بن شداد:

بطل كأنّ ثيابه في سرحة ... يحذى نعال السّبت ليس بتوأم

قوله «ليس بتوأم» يريد ليس ممن زوحم في الرّحم فضعف، كمال قال الشعبى، وقد دخل على عبد الملك بن مروان، فجعل ينظر إليه، وكان الشعبى قد ولد توأما مع أخيه، فكان نحيفا، فقال: يا أمير المؤمنين، إنى زوحمت في الرحم، وقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>