للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لبعض الشعراء: أجبه، فقال:

حيّاك ربّ الناس حيّاكا ... إن الذى أمّلت أخطاكا

فقلت قولا فيه ما زانه ... ولو رأى مدحا لآساكا

فهاك إن شئت بها مدحة ... مثل الذى أعطيت أعطاكا

فقال تمام: أعز الله الأمير، وإنّ الشّعر بالشعر ربا، فاجعل بينهما صنجا من الدراهم، حتى يحلّ لى ولك! فضحك وقال: إلا يكن معه شعر أبيه، فمعه ظرف أبيه؛ أعطوه ثلاثة آلاف درهم! فقال عبد الله بن إسحاق: لو «١» لم يعط إلا لقول أبيه في الأمير أبى العباس- رحمه الله- يريد عبد الله بن طاهر:

يقول في قومس صحبى وقد أخذت ... منّا السّرى وخطا المهريّة القود:

أمطلع الشمس تبغى أن تؤمّ بنا؟ ... فقلت: كلا، ولكن مطلع الجود

فقال: ويعطى بهذا ثلاثة آلاف.

[[ولاية طاهر بن عبد الله بن طاهر خراسان، وسببها]]

وكان سبب ولاية طاهر خراسان بعد أبيه ما حدّث به أبو العيناء قال:

كنا عند أحمد بن دواد، فجاء الخبر أن الكتب وردت على الواثق من خراسان بوفاة عبد الله بن طاهر، وأن الواثق يعزّى عنه، وأنه قد ولّى مكانه خراسان إسحاق ابن إبراهيم، وكان عدوّا له لا نخراطه في سلك ابن الزيات؛ فلبس ثيابه ومضى، وقال: لا تبرحوا حتى أعود إليكم؛ فلبث قليلا، ثم عاد إلينا فحدّثنا أنه دخل على الواثق فعزّاه عن عبد الله وجلس، قال: فقال لى الواثق: قد ولّينا إسحاق خراسان، فما عندك؟ قلت: وفق الله أمير المؤمنين ولا نذمّه. قال: قل ما عندك فى هذا. قلت: أمر قد أمضى، فما عسيت أن أقول فيه. قال: لتفعلنّ. فقلت:

يا أمير المؤمنين، خراسان منذ ثلاثين سنة فى يد طاهر وابنه، وكلّ من بها صنائعهم، وقد خلّف عبد الله عشر بنين أكثرهم رجال، وجميع جيش خراسان

<<  <  ج: ص:  >  >>