للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حالى عسرتك ومهانتك على أيامنا، وتعرف لنا ما يعرف غيرك من إجلالنا وإعظامنا، حتى لا ينازعك الحين عنان الطمأنينة؟ قال: قد كان ذلك يا أمير المؤمنين: ولكنّ الزمان وإساءته قلبا ما كان من حسن صنيعتى، قال: فلا مرغوب فيك، ولا مأسوف عليك، وفي الله خلف منك! وأمر بقتله «١»

[جملة من شعر أبى الفتح كشاجم في لأوصاف]

قال يصف أجزاء من القرآن:

من يتب خشية العقاب فإنى ... تبت أنسا بهذه الأجزاء

بعثتنى على القراءة والنّس ... ك وما خلتنى من القرّاء

حين جاءت تروقنى باعتدال ... من قدود وصيغة واستواء

سبعة أشبهت لى السبعة الأن ... جم ذات الأنوار والأضواء «٢»

كسيت من أديمها الحالك اللّو ... ن «٣» غشاء أحبب به من غشاء

مشبها صبغة الشّباب ولمّا ... ت العذارى ولبسة الخطباء

ورأت أنها تحسن بالضدّ ... فتاهت بحلية بيضاء

فهى مسودّة الظهور، وفيها ... نور حقّ يجلود جى الظّلماء

مطبقات على صحائف كالرّيط ... تخيّرنّ من مسوك الظباء «٤»

وكأنّ الخطوط فيها رياض ... شاكرات صنيعة الأنواء

وكأنّ البياض والنّقط السّو ... د عبير رششته في ملاء

وكأن العشور والذّهب السا ... طع فيها كواكب في سماء

<<  <  ج: ص:  >  >>