للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال بعض البلغاء: صورة الخطّ في الأبصار سواد، وفي البصائر بياض.

وقال أبو الطيب المتنبى:

دعانى إليك العلم والحلم والحجى ... وهذا الكلام النّظم والنّائل النّثر

وما قلت من شعر تكاد بيوته ... إذا كتبت يبيضّ من نورها الحبر

وقال ابن المعتز في عبيد الله بن سليمان بن وهب:

عليم بأعقاب الأمور، كأنه ... بمختلسات الظنّ يسمع أو يرى

إذا أخذ القرطاس خلت يمينه ... يفتّح نورا أو ينظّم جوهرا

فاخر صاحب سيف صاحب قلم، فقال صاحب القلم: أنا أقتل بلا غرر، وأنت تقتل على خطر. فقال صاحب السيف: القلم خادم السيف، إن تمّ مراده وإلا فإلى السيف معاده؛ أما سمعت قول أبى تمام:

السيف أصدق إنباء من الكتب ... فى حدّه الحدّ بين الجدّ واللّعب

بيض الصفائح لا سود الصّحائف فى ... متونهنّ جلاء الشّكّ والرّيب

وقال أبو الطيب:

ما زلت أضحك إبلى كلّما نظرت ... إلى من احتضنت أخفافها بدم

أسيرها بين أصنام أشاهدها ... ولا أشاهد فيها عفّة الصّنم

حتى رجعت وأقلامى قوائل لى ... المجد للسّيف ليس المجد للقلم

اكتب بنا أبدا بعد الكتاب به ... فإنّما نحن للأسياف كالخدم

هذا مقلوب من قول على بن العباس النوبختى، وقد رواه أبو القاسم الزجاجى لابن الرومى، وإنما وهم لاتّفاق الاسمين:

إن يخدم القلم السيف الذى خضعت ... له الرقاب ودانت خوفه الأمم

فالموت- والموت لا شىء يغالبه- ... ما زال يتبع ما يجرى به القلم

بذا قضى الله للأقلام مذبريت ... أنّ السيوف لها- مذ أرهفت- خدم

<<  <  ج: ص:  >  >>