للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورابعها وللنّدمان حق ... سوى حقّ القرابة والجوار

إذا حدثته فاكس الحديث ... الّذى حدّثته ثوب اختصار

فما حثّ التبيذ بمثل حسن ال ... أغانى والأحاديث القصار

وخامسة يدلّ بها أخوها ... على كرم الطبيعة والنّجار

حديث الأمس ننساه جميعا ... فإنّ الذّنب فيه للعقار

ومن حكّمت كاسك فيه فاحكم ... له بإقالة عند العثار

وقال حسان بن ثابت:

نوّليها الملامة إن ألمنا ... إذا ما كان مغث أو لحاء «١»

وشرب اليزيدى عند المأمون فلما أخذت منه الكأس أقبل يعتزّ عليه بتعليمه إياه، وأساء مخاطبته؛ فلما أفاق من سكره عرّف ما جرى، فلبس أكفانه، ووقف بين يدى المأمون فأنشده:

أنا المذنب الخطّاء والعفو واسع ... ولو لم يكن ذنب لما عرف العفو

ثملت فأبدت منّى الكاس بعض ما ... كرهت وما إن يستوى السّكر والصّحو

ولا سيما إن كنت عند خليفة ... وفي مجلس ما إن يجوز به اللّغو

فإن تعف عنى ألف خطوى واسعا ... وإلا يكن عفو فقد قصر الخطو

فقال المأمون: لا تثريب عليك، فالنبيذ بساط يطوى بما عليه.

وشرب كوران المغنى عند الشريف الرضى، فافتقد رداءه، وزعم أنه سرق. فقال له الشريف: ويحك! من تتّهم منا؟ أما علمت أنّ النبيذ بساط يطوى بما عليه؟ قال: انشروا هذا البساط حتى آخذ ردائى واطووه إلى يوم القيامة! وكان أبو جعفر أحمد بن جدار كاتب العباس بن أحمد بن طولون ينقل أخبار أبى حفص عمر بن أيوب كاتب أحمد بن طولون على الشراب إلى العباس، فصار إليه أبو حفص فقال: يا أبا جعفر؛ إنما مجلس المدام مجلس حرمة، وداعية أنس،

<<  <  ج: ص:  >  >>