للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ولهم في الكناية عن الشراب]

قد نشط لتناول ما يستمدّ البشر، ويشرح الصّدر. قد استمطر سحابة الأنس، واستدرّ حلوبة السرور، وقدح زند اللهو، فهو يمرى دماء العناقيد، ويفصد عروق الدّنان، وينظم عقد النّدمان.

كتب الحسن بن سهل إلى الحسن بن وهب وقد اصطبح في يوم دجن لم يمطر: أما ترى تكافؤ هذا الطمع واليأس في يومنا هذا بقرب المطر وبعده، كأنه قول كثير:

وإنى وتهيامى بعزّة بعد ما ... تخلّيت مما بيننا وتخلّت

لكالمرتجى ظلّ الغمامة، كلما ... تبوّأ منها للمقيل اضمحلّت

وما أصبحت أمنيتى إلّا في لقائك، فليت حجاب النأى هتك بينى وبينك! رقعتى هذه وقد دارت زجاجات أوقعت بعقلى ولم تتحيّفه، وبعثت نشاطا حرّكنى للكتاب؛ فرأيت في إمطارى سرورا بسارّ خبرك؛ إذ حرمت السرور بمطر هذا اليوم، موفّقا إن شاء الله.

وكتب الحسن بن وهب: وصل كتاب الامير أيّده الله وفمى طاعم ويدى عاملة؛ ولذلك تأخّر الجواب قليلا، وقد رأيت تكافؤ إحسان هذا اليوم وإساءته، وما استوجب ذنبا استحق به دما؛ لأنه إذا أشمس حكى حسنك وضياءك، وإن أمطر حكى جودك وسخاءك، وإن غام أشبه ظلّك وفناءك، وسؤال الامير عنى نعمة من نعم الله عزّ وجل أعفّى بها آثار الزمان السيىء عندى؛ وأنا كما يحبّ الأمير صرف الله الحوادث عنه، وعن حظّى منه.

وذمّ رجل رجلا فقال: دعواته ولائم، وأقداحه محاجم، وكئوسه محابر، ونوادره بوادر.

وقال أبو الفتح كشاجم: كان عندى بعض المجّان من النبيذيّين، فسعنى

<<  <  ج: ص:  >  >>