للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الصولى: أخذ المعتصم من محمد بن عبد الملك الزيات فرسا أشهب أحمّ، كان عنده مكينا، وكان به ضنينا، فقال يرثيه:

قالوا: جزعت، فقلت: إنّ، مصيبة ... جلّت رزّيتها، وضاق المذهب «١»

قال أبو بكر: هكذا أنشدنيه ابن المعتز على أن (إنّ) بمعنى نعم، وأنشد النحويون:

قالوا: كبرت، فقلت: إن، وربما ... ذكر الكبير شبابه فتطرّبا

كيف العزاء وقد مضى لسبيله ... عنّا فودّعنا الأحمّ الأشهب

دبّ الوشاة فباعدوه، وربما ... بعد الفتى وهو الحبيب الأقرب

لله يوم غدوت فيه ظاعنا ... وسلبت قربك، أىّ علق أسلب؟

نفسى مقسّمة أقام فريقها ... ومضى لطيّته فريق يجنب

الآن إذ كملت أداتك كلها ... ودعا العيون إليك حسن معجب

وغدوت طنّان اللّجام كأنما ... فى كل عضو منك صنج يضرب

وكأنّ سرجك، إذ علاك، غمامة ... وكأنما تحت الغمامة كوكب

أنساك؟ لا زالت إذا منسية ... نفسى، ولا برحت بمثلك تنكب

أضمرت منك اليأس حين رأيتنى ... وقوى حبالى من حبالك تقضب

يا صاحبىّ لمثل ذا من أمره ... صحب الفتى في دهره من يصحب

إن تسعدا فصنيعة مشكورة ... أو تخذلا فصنيعة لا تذهب

عوجا فقولا: مرحبا، وتزوّدا ... نظرا، وقلّ لمن تحبّ المرحب

منع الرقاد جوى تضمّنه الحئى ... مما أكابده وهمّ منصب

[[المزاح]]

قال الحجاج بن يوسف لابن القرّيّة: ما زالت الحكماء تكره المزاح، وتنهى عنه، فقال: المزاح من أدنى منزلته إلى أقصاها عشرة أبواب: المزاح أوله فرح، وآخره ترح. المزاح نقائض السفهاء، كالشّعر نقائض الشعراء. والمزاح

<<  <  ج: ص:  >  >>