للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا تنشجنّ لها؛ فإنّ بكاءها ... ضحك، وإن بكاءك استغرام

هنّ الحمام وإن كسرت عيافة ... من حائهنّ فإنهنّ حمام

وروى يموت ابن المزرع قال: كان أحمد بن المدبر إذا مدحه شاعر فلم يرض شعره قال لغلامه: امض به إلى المسجد الجامع فلا تفارقه حتى يصلى مائة ركعة، ثم خلّه؛ فتحاماه الشعراء، إلا الأفراد المجيدين؛ فجاءه أبو عبد الله الحسين بن عبد السلام المصرى المعروف بالجمل، فاستأذنه في النشيد، فقال: قد عرفت الشّرط؟ قال: نعم، وأنشده:

أردنا في أبى حسن مديحا ... كما بالمدح ينتجع الولاة

فقلنا: أكرم الثقلين طرّا ... ومن كفّاه دجلة والفرات

فقالوا: يقبل المدحات لكن ... جوائزه عليهنّ الصّلاة

فقلت لهم: وما تغنى صلاتى ... عيالى! إنما الشأن الزّكاة

[فأما إذ أبى إلا صلاتى ... وعاقتنى الهموم الشاغلات]

فيأمر لى بكسر الصّاد منها ... فتصبح لى الصّلاة هي الصّلات

فضحك واستظرفه، وقال: من أين أخذت هذا؟ قال: من قول أبى تمام الطائى:

هنّ الحمام فإن كسرت عيافة ... من حائهنّ فإنهنّ حمام

فأحسن صلته.

وقال الأمير أبو الفضل الميكالى لقوم من أهل مرو انخلعوا عن طاعته:

يا راكبا أضحى يخبّ بعنسه ... ليؤمّ مرو على الطريق المهيع

أبلغ بها قوما أثاروا فتنة ... ظلّت لها الأكباد رهن تقطّع

إذ أقدموا ظلما على سلطانهم ... بالغدر والخلع الذميم المفظع

وبحلّ عقد لوائه وإباحة ... لجنابه وحريمه المتمنّع

<<  <  ج: ص:  >  >>