للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[عتبة بن أبى سفيان وأعرابى]]

قال سعد مولى عتبة بن أبى سفيان: خطب عتبة الناس في الموسم سنة إحدى وأربعين، والناس إذ ذاك حديثو عهد بالفتنة؛ فقال: قد ولينا هذا المقام الذى يضاعف فيه للمحسن الأجر، وللمسىء الوزر؛ ونحن على سبيل قصد، فلا تمدّوا الأعناق إلى غيرنا؛ فإنها تقطع دوننا؛ فربّ ستمنّ أمرا حتفه في أمنيته؛ فاقبلوا منا العافية ما قبلناها منكم «١» ؛ وأنا اسأل الله أن يعين كلّا على كلّ.

فناداه أعرابىّ من ناحية المسجد: أيها الخليفة، فقال: لست به ولم تبعد، قال: يا أخاه، قال: سمعت فقل، فقال: والله لان تحسنوا وقد أسأنا خير من أن تسيئوا وقد أحسنّا، فإن كان الإحسان منكم فما أولاكم بإتمامه، وإن كان منّا فما أولاكم بمكافأتنا عليه، وأنا رجل من بنى عامر بن صعصعة يمتّ بالعمومة ويختصّ بالخؤولة، كثر عياله، ووطئه زمانه، [وبه فقر] وفيه أجر، وعنده شكر.

فقال له عتبة: أستغفر الله منك، وأستعين به عليك، وقد أمرت لك بغناك، فليت إسراعى إليك يقوم بإبطائى عنك!

[[بين الجاحظ وابن الزيات]]

قال الجاحظ: تشاغلت مع الحسن بن وهب أخى سليمان بن وهب بشرب النبيذ أياما، فطلبنى محمد بن عبد الملك لمؤانسته، فأخبر باتصال شغلى مع الحسن ابن وهب، فتنكّر لى، وتلوّن علىّ؛ فكتبت إليه رقعة نسختها: أعاذك الله من سوء الغضب، وعصمك من سرف الهوى، وصرف ما أعارك من القوّة إلى حبّ الإنصاف، ورجّح في قلبك إيثار الاناة، فقد خفت- أيّدك الله! -

<<  <  ج: ص:  >  >>