للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأنما حبرها إذا نثرت ... أقلامنا ظلّه على الورق

كحل مرته العيون من مقل ... نجل فأوفت به على يقق «١»

خرساء لكنّها تكون لنا ... عونا على علم أفصح النّطق

وقال عبد الله بن أحمد: القلم أمره، ما لم يكتحل بإثمد الدّواة «٢» .

وكتب إبراهيم بن العباس كتابا فأراد محو حرف فلم يجد منديلا، فمحاه بكمّه، فقيل له في ذلك، فقال: المال فرع، والعلم أصل؛ وإنما بلغنا هذه الحال، واعتقدنا هذه الأموال «٣» بهذا القلم والمداد، ثم قال:

إذا ما الفكر أضمر حسن لفظ ... وأدّاه الضمير إلى العيان

ووشّاه ونمنمه مسدّ ... فصيح بالمقال وباللّسان

رأيت حلى البيان منوّرات ... تضاحك بينها صور المعانى

ألفاظ لأهل العصر في أوصاف آلات الكتابة والدوىّ والأقلام

الدواة من أنفع الأدوات، وهي للكتابة عتاد، وللخاطر زناد، غدير لا يرده غير الأفهام، ولا يمتح بغير أرشية الأقلام «٤» ، دواة أنيقة الصّنعة، رشيقة الصبغة، مسكية الجلد، كافورية الحلية. غدير تفيض ينابيع الحكمة من أقطاره، وتنشأ سحب البلاغة من قراره. دواة تداوى مرض عفاتك، وتدوى قلوب عداتك، على مرفع يؤذن بدوام رفعتك، وارتفاع النوائب عن ساحتك، ومداد كسواد العين، وسويداء القلب، وجناح الغراب، ولعاب الليل، وألوان دهم الخيل. وهذا من قول ابن الرومى:

حبر أبى حفص لعاب الليل ... كأنه ألوان دهم الخيل

<<  <  ج: ص:  >  >>