للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما مس من شىء هبر ... وأنت تقتاف الأثر

من ذى حجول وغرر

وقال أيضا:

آل الربيع فضلتم ... فضل الخميس على العشير «١»

من قاس غيركم بكم ... قاس الثّماد إلى البحور

أين القليل بنو القليل ... من الكثير بنى الكثير

أين النجوم التاليا ... ت من الأهلّة والبدور

قوم كفوا أيام مكّة ... نازل الخطب الكبير

وتداركوا نصر الخلا ... فة وهي شاسعة النّصير

لولا مقامهم بها ... هوت الرواسى من ثبير

ومن قول أبى نواس: «من قاس غيركم بكم ... » البيت، أخذ أبو الطيب المتنبى:

قواصد كافور توارك غيره ... ومن قصد البحر استقلّ السواقيا

فتى ما سرينا في ظهور جدودنا ... إلى عصره إلّا نرجّى التّلاقيا

[[وقت كلام الملوك]]

وقال الفضل بن الربيع: من كلّم الملوك في الحاجات في غير وقت الكلام لم يظفر بحاجته، وضاع كلامه، وما أشبههم في ذلك إلا بأوقات الصلوات لا تقبل الصلاة إلا فيها، ومن أراد خطاب الملوك في شىء فليرصد الوقت الذى يصلح فى مثله ذكر ما أراد، ويسبّب له شيئا من الأحاديث يحسن ذكره بعقبه.

وقال المأمون للفضل بن الربيع لما ظفر به: يا فضل؛ أكان في حقى عليك، وحق آبائى ونعمهم عند أبيك وعندك، أن تثلبنى «٢» وتسبّنى، وتحرّض على دمى؟

أتحبّ أن أفعل بك ما فعلته بى؟

فقال: يا أمير المؤمنين، إنّ عذرى يحقدك إذا كان واضحا جميلا، فكيف

<<  <  ج: ص:  >  >>