للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكنما أبكى بعين سخينة ... على حدث تبكى له عين أمثالى

فراق خليل لا يقوم به الأسى ... وخلّة حرّ لا يقوم لها مالى

فوا حسرتى حتّى متى القلب موجع ... لفقد خليل أو تعذر إفضال

وما الفضل إلا أن تجود بنائل ... وإلا لقاء الخلّ ذى الخلق العالى

وهو القائل:

إذا امرؤ ضاق عنى لم يضق خلقى ... من أن يرانى غنيّا عنه بالياس

لا أطلب المال كى أغنى بفضلته ... ما كان مطلبه فقرا إلى الناس

وأنشد له الجاحظ يهجو رجلا:

من كان يعمر ما شادت أوائله ... فأنت تعمر ما شادوا وما سمكوا

ما كان في الحق أن تحوى فعالهم ... وأنت تحوى من الميراث ما تركوا

وقال محمد بن زياد الزيادى: وجدت «١» على سهل بن هرون في بعض الأمر، فهجوته، فكتب إلىّ: أما بعد فالسلام على عهدك وداع ذى ضنّ بك، فى غير مقلية لك «٢» ، ولا سلوة عنك، بل استسلام للبلوى في أمرك، وإقرار بالمعجزة فى استعطافك، إلى أوان فيئتك «٣» ، أو يجعل الله لنا دولة من رجعتك، والسلام.

وكتب في أسفل الكتاب:

إن تعف عن عبدك المسىء ففى ... عفوك مأوى للفضل والمنن

أتيت ما أستحقّ من خطإ ... فجد بما تستحق من حسن

[[من عظات الحسن البصرى]]

وقال الحسن البصرى رحمه الله في يوم [فطر] وقد رأى الناس وهيآتهم:

إنّ الله تبارك وتعالى جعل رمضان مضمارا لخلقه، يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا، فالعجب من الضاحك اللاعب

<<  <  ج: ص:  >  >>