للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكفكفت منّى عبرة فرددتها ... على النّحر منها مستهلّ ودامع

على حين عاتبت المشيب على الصّبا ... وقلت: ألمّا أصح والشيب وازع

وقد حال همّ دون ذلك شاغل ... مكان الشّغاف تبتغيه الأصابع

وعيد أبى قابوس فى غير كنهه ... أتانى ودونى راكس فالضّواجع

وهذا كلام متناسخ «١» تقتضى أوائله أواخره، ولا يتميز منه شىء عن شىء

أتانى، أبيت اللعن، أنك لمتنى ... وتلك التى تستكّ منها المسامع

مقالة أن قد قلت سوف أناله ... وذلك من تلقاء مثلك رائع

ولو توصّل إلى ذلك بعض الشعراء المحدثين الذين واصلوا تفتيش المعانى، وفتحوا أبواب البديع، واجتنوا ثمر الآداب، وفتحوا زهر الكلام لكان معجزا عجبا، فكيف بجاهل بدوى إنما يغترف من قليب قلبه، ويستمدّ عفو هاحسه.

وقال علىّ بن هارون المنجم عن أبيه: لم يتوصل أحد إلى مدح بمثل قول [ابن] وهيب:

ما زال يلثمنى مراشفه ... ويعلّنى الإبريق والقدح

حتى استردّ الليل خلعته ... وبدا خلال سواده وضح «٢»

وبدا الصباح كأن غرّته ... وجه الخليفة حين يمتدح

وقال علىّ بن الجهم:

وليلة كحلت بالنّقس مقلتها ... ألقت قناع الدّجى فى كلّ أخدود «٣»

قد كاد يغرقنى أمواج ظلمتها ... لولا اقتباسى سنا وجه ابن داود

قوله: «كحلت بالنّقس مقلتها» مأخوذ من قول أعرابى: «والليل قد صبغ الحصى بمداد» .

<<  <  ج: ص:  >  >>