للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد مدح الجاحظ العروض وذمّها، فقال فى مدحها: العروض ميزان، ومعراض بها يعرف الصحيح من السقيم، والعليل من السليم، وعليها مدار الشعر، وبها يسلم من الأود والكسر. وقال فى ذمّه: هو علم مولّد، وأدب مستبرد، ومذهب مرفوض، وكلام مجهول، يستنكر «١» العقل بمستفعلن وفعول، من غير فائدة ولا محصول.

ومن مفردات الأبيات فى هذا المعنى قول دعبل:

يموت ردىء الشعر من قبل أهله ... وجيّده يبقى وإن مات قائله

البحترى:

أعيا علىّ؛ فلا هيّابة فرق ... يخشى الهجاء، ولا هشّ فيمتدح

آخر:

[و] مما يقتل الشعراء غمّا ... غداوة من يغلّ عن الهجاء

أحمد بن أبى فنن:

وإنّ أحقّ الناس باللؤم شاعر ... يلوم على البخل اللئام، ويبخل

وهذا كقول على بن العباس الرومى فى أبى الفياض سوّار بن أبى شراعة، وكان سوّار شاعرا مجيدا:

يا من صناعته الدعاء إلى العلا ... ناقضت فى فعليك أىّ نقاض

عجبا لحضّاض الكرام على الذى ... هو فيه محتاج إلى حضّاض

وصف المكارم وهو فيها زاهد ... ورأى الجميل وفيه عنه تغاض

لم ألق كالشعراء أكثر حارضا ... واشدّ معتبة على الحرّاض «٢»

<<  <  ج: ص:  >  >>