للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنّ المكارم والمعروف أودية ... أحلّك الله منها حيث تجتمع

إذا رفعت امرا فالله رافعه ... ومن وضعت من الأقوام متّضع

من لم يكن بأمين الله معتصما ... فليس بالصلوات الخمس ينتفع

إن أخلف الغيث لم تخلف أنامله ... أو ضاق أمر ذكرناه فيتّسع

فليدخل، فقال محمد بن وهيب: فينا من يقول خيرا منه، وأنشد:

ثلاثة تشرق الدنيا ببهجتهم ... شمس الضحى وأبو إسحاق والقمر

يحكى أفاعيله فى كل نائبة ... الغيث والليث والصمصامة الذّكر

فأمر بإدخاله وأحسن صلته.

أخذ معنى البيت الأول من بيتى محمد بن وهيب أبو القاسم محمد بن هانىء الأندلسى:

المدنفان من البريّة كلها ... قلبى وطرف بابلىّ أحور «١»

والمشرقات النيرات ثلاثة ... الشمس والقمر المنير وجعفر

وبيت أبى القاسم [الأول] مأخوذ من قول ابن الرومى:

يا عليلا جعل العلّة ... مفتاحا لسقمى

ليس فى الأرض عليل ... غير جفنيك وجسمى

ومر النمرى بالعتابى مغموما فقال: مالك، أعزّك الله؟ فقال: امرأتى بطلق «٢» منذ ثلاث ونحن على يأس منها. فقال له العتّابى: وإنّ دواءها منك أقرب من وجهها، قل: هارون الرشيد، فإن الولد يخرج! فقال: شكوت إليك ما بى، فأجبتنى بهذا؟ فقال: ما أخذت هذا إلا من قولك:

إن أخلف الغيث لم تخلف أنامله ... أو ضاق أمر ذكرناه فيتسع

<<  <  ج: ص:  >  >>