للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغوّاص على ملوحة بحره. الملك بالدين يبقى، والدين بالملك يقوى. من نصح لخدمة نصحته المجازاة. لا تلتبس بالسلطان فى وقت اضطراب الأمور عليه؛ فإن البحر لا يكاد يسلم صاحبه فى حال سكونه، فكيف عند اختلاف رياحه، واضطراب أمواجه؟

[ومن كلام أهل العصر وغيرهم فى هذا النحو]

الأوطان حيث يعدل السلطان. إذا نطق لسان العدل فى دار الإمارة، فلها البشرى بالعزّ والإمارة. أخر بالملك العادل أن يستقلّ سريره فى سرّة الأرض.

ريح السلطان على قوم سموم «١» ، وعلى قوم نسيم. أخلق بدم المستخف بالجبابرة أن يكون جبارا «٢» . من غمس يده فى مال السلطان فقد مشى بقدمه على دمه. الملك خليفة الله فى عباده وبلاده، ولن يستقيم أمر خلافته مع مخالفته. الملك من ينشر أثواب الفضل، ويبسط أنواع العدل. السلطان كالنار: إن باعدتها بطل نفعها، وإن قاربتها عظم ضررها. إقبال السلطان تعب وفتنة، وإعراضه حسرة ومذلة. صاحب السلطان كراكب الأسد يهابه الناس وهو لمركبه أهيب.

السلطان إذا قال لعمّاله: هاتوا، فقد قال لهم: خذوا. ثلاثة لا أمان لهم: السلطان، والبحر، والزمان. ليكن السلطان عندك كالنار: لا تدنو منها إلا عند الحاجة إليها، وإن اقتبست منها فعلى حذر. مثل أصحاب السلطان كقوم رقوا جبلا ثم وقعوا منه، فكان أقربهم إلى التلف أبعدهم فى المرقى. مثل السلطان كالجبل الصّعب الذى فيه كلّ ثمرة طيبة، وكل سبع حطوم، فالارتقاء إليه شديد، والمقام فيه أشدّ. لئن عزّ الملوك فى الدنيا بالجور ليذلّن فى الآخرة [بالعدل] .

لابن عبّاد الصاحب:

إذا ولّاك سلطان فزده ... من التعظيم واحذره وراقب

<<  <  ج: ص:  >  >>