للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اشتمال، ويصادف من اهتزازه وإنشائه، وعمارته وإنمائه، وتحصين أطرافه من شوائب الخلل، وشوائن الوهن والميل، وما تستحكم به مرائر الوصال، وتؤمن على قواها عوادى الانتقاض والانحلال.

وله: إذا لم يؤت المرء فى شكر المنعم إلا من عظم قدر الإنعام والاصطناع، واستغراقه منه قوى الاستقلال والاضطلاع، فليس عليه فى القصور عن كنه واجبه عتب، ولا يلحقه فيه نقيصة ولا عيب. ولئن ظهر عجزى عن حق هذه النعمة فإنى احيل بحسن الثناء على من لا يعجزه حمله، ولا يؤوده ثقله، ولا يزكو الشكر إلا لديه، ولا تصرف الرغبة إلا إليه، والله يبقيه لمجد يقيم أعلامه، وفضل يقضى ذمامه، وعرف يبثّ أقسامه، وولىّ يوالى إكرامه، وعدوّ يديم قمعه وإرغامه وله: ولو وفيت هذه النعمة الجسيمة حقّها لمشيت إلى حضرته- آنسها الله تعالى- حبوا [لا] «١» على القدم، ولآثرت فيه خدمة اللسان على خدمة القلم، ولما رضيت له بباعى القصير، وعبارتى الموسومة بالعجز والقصور، حتى أستعير فيه ألسنة تحمل شكرا وثناء، وتوسع نشرا «٢» ودعاء، ثم لا أكون بلغت مبلغا كافيا، ولا أبليت عذرا شافيا؛ إلّا أنّ عدم الإذن ثبّطنى «٣» عن مقصود الغرض، وعاقنى عن الواجب المفترض؛ فأقمت عاكفا على دعاء أرفعه إلى الله عزّ وجل مبتهلا، وأواصله مجتهدا فى ليلى ونهارى محتفلا.

وله: أحقّ النعمة بالزيادة نعمة لم تزل العيون إليها مستشرفة «٤» ، والقلوب إليها متشوّفة، والأيام بها واعدة، والأقدار فيها مساعدة، حتى استقرّت فى نصابها، وألقت عصىّ اغترابها، فهى للنماء والزيادة مترشحة، وبالعزّ والسعادة متوشحة، وبالأدعية الصالحة مستدامة مرتهنة، وباتّفاق الكلمة والأهواء عليها مرتبطة محصّنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>