للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الأخطل يعتدّ على بنى أمية بمدحه لهم:

أبنى أمية إن أخذت نوالكم ... فلما أخذتم من مديحى أكثر

أبنى أمية لى مدائح فيكم ... تنسون إن طال الزمان وتذكر

ولما مدح أبو تمام الطائى محمد بن حسان الضبى بقصيدته التى أولها:

أسقى طلولهم أجشّ هزيم ... وغدت عليهم نضرة ونعيم «١»

وصله بمال كثير، وخلع عليه خلعة نفيسة، فقال يصفها:

قد كسانا من كسوة الصيف خرق ... مكتس من مكارم ومساع «٢»

حلّة سا بريّة وكساء ... كسحا القيض أو رداء الشجاع «٣»

كالسراب الرقراق فى الحسن، إلّا ... أنه ليس مثله فى الخداع

قصبيّا تسترجف الريح متني ... هـ بأمر من الهبوب مطاع

رجفانا كأنه الدهر منه ... كبد الصبّ أو حشى المرتاع»

لازما ما يليه تحسبه جز ... ءامن المتنين والأضلاع

كسوة من أغرّ أروع رحب الصّدر ... رحب الفؤاد رحب الذّراع

سوف أكسوك ما يعفّى عليها ... من ثناء كالبرد برد الصّناع

حسن هاتيك فى العيون، وهذا ... حسنه فى القلوب والأسماع

فقال: لعنة الله علىّ إن بقى عندى ثوب أو يصل إلى أبى تمام؛ وأمر بحمل ما فى خزائنه إليه.

قال إبراهيم بن العبّاس الصولى لأبى تمام: [أمراء] الكلام يا أبا تمام رعيّة لإحسانك، قال: [ذاك] لأنى أستضىء بنورك، وأرد شريعتك.

<<  <  ج: ص:  >  >>