للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وولّت نجوم للثريا كأنها ... خواتم تبدو فى بنان يد تخفى

ومرّ على آثارها دبرانها ... كصاحب ردء أكمنت خيله خلفا «١»

وأقبلت الشّعرى العبور ملبة ... بمرزمها اليعبوب نجنبه طرفا

وقد بادرتها أختها من ورائها ... لتخرق من ثنيى مجرّتها سجفا

تخاف زئير الليث يقدم نثرة ... وبربر فى الظلماء ينسفها نسفا

كأنّ السماكين اللّذين تظاهرا ... على لبدتيه ضامنان له الحتفا

فذا رامح يهوى إليه سنانه ... وذا أعزل قد عض أنمله لهفا

كأن رقيب النجم أجدل مرقب ... يقلّب تحت الليل فى ريشه طرفا

كأن سهيلا فى مطالع أفقه ... مفارق إلف لم يجد بعده إلفا

كأنّ بنى نعش ونعشا مطافل ... بوجرة قد أضللن فى مهمه خشفا

كأن سهاها عاشق بين عوّد ... فآونة يبدو وآونة يخفى

كأن معلّى قطبها فارس له ... لواءان مر كوزان قد كره الزّحفا

كأن قدامى النّسر والنّسر واقع ... قصصن فلم تسم الخوافى به ضعفا

كأنّ أخاه حين دوّم طائرا ... أتى دون نصف البدر فاختطف النّصفا

كأنّ الهزيع الآبنوسىّ موهنا ... سرى بالنسيج الخسروانىّ ملتفّا «٢»

كأنّ ظلام الليل إذ مال ميلة ... صريع مدام بات يشربها صرفا

كأنّ عمود الفجر خاقان عسكر ... من الترك نادى بالنجاشىّ فاستخفى

كأن لواء الشمس غرّة جعفر ... رأى القرن فازدادت طلاقته ضعفا

وقال ابن طباطبا [العلوى] :

كأن اكتتام المشترى فى سحابه ... وديعة سرّ فى ضمير مديع

كأن سهيلا والنجوم أمامه ... يعارضها راع وراء قطيع

<<  <  ج: ص:  >  >>