للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليك امتطينا العيس تنفخ فى البرى ... وللصّبح طرف بالظلام كحيل

صدين من التّهجير حتى كأنها ... سيوف جلاها الصّقل فهى تحول

فبتنا ضيوفا للفلاة قراهم ... عنيق ونصّ دائم وذميل «١»

يهزّ برود العصب فوق متونها ... نسيم كنفث الراقيات عليل

ولما طغى أمر الدّعىّ رميته ... بعزم يردّ العضب وهو فليل «٢»

وجرّد من أغماده كل مرهف ... إذا ما انتضته الكفّ كاد يسيل

جرى فوق متنيه الفرند كأنما ... تنفّس فيه القين وهو صقيل

وأعلمته كيف التصافح بالقنا ... وكيف تروّى البيض وهى محول

سريع إلى الأعداء، أما جنابه ... فماض، وأمّا وجهه فجميل

وبقرى السؤال العذر من بعد ماله ... ويستصغر المعروف حين ينيل

أخذ معنى قوله: «نسيم كنفث الراقيات عليل» عبد الكريم بن إبراهيم، فقال:

سلام على طيب روحاتنا ... إلى القصر والنّهر الخضرم «٣»

إلى مزبد الموج طامى العبا ... ب يقذف بالبان والساسم «٤»

تخال به قطما مقرما ... يكرّ على قطم مقرم

ويسجو فيسحب فى ذائل ... يمان تسهّم بالأنجم

كأن الشمال على وجهه ... بها سقم وهى لم تسقم

ضعيفة رشّ كنفث الرّقى ... على كبد المدنف المغرم

إذا درجت فوقه درجته ... فى حبك الزّرد المحكم

وقد جللته بأوراقها ... فروع غذتها نطاف السّم

علتها الحمام بتغريدها ... كما سجع النّوح فى مأتم

<<  <  ج: ص:  >  >>