للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[بين معاوية وعمرو بن سعيد]]

ولما عقد معاوية البيعة ليزيد قام الناس يخطبون؛ فقال لعمرو بن سعيد:

قم يا أبا أمية، فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أمّا بعد فإنّ يزيد بن معاوية أجل تؤمونه، وأمل تؤملونه، إن استضفتم إلى حلمه وسعكم «١» ، وإن احتجتم إلى رأيه أرشدكم، وإن افتقرتم إلى ذات يده أعناكم، جذع قارح «٢» ، سوبق فسبق، وموجد فمجد، وقورع فقرع، وهو خلف أمير المؤمنين، ولا خلف عنه، فقال له معاوية: اجلس، فقد أبلغت.

وعمرو بن سعيد هذا هو الأشدق؛ [وإنما سمى الأشدق] لتشادقه فى الكلام، وقيل: بل كان أفقم مائل الشدق، وهذا قول عوانة بن الحكم الكلبى، وهو خلاف قول الشاعر:

تشادق حتى مال فى القول شدقه ... وكلّ خطيب لا أبالك أشدق

وكان أبوه سعيد بن العاص أحد خطباء بنى أمية وبانائهم.

ولما مات سعيد دخل عمرو على معاوية فاستنطقه فقال: إن أوّل كل مركب صعب، وإن مع اليوم غدا، فقال معاوية: وفى هذه العلة إلى من أوصى بك أبوك؟ قال: أوصى إلىّ ولم يوص بى، فقال معاوية: إن ابن سعيد هذا لأشدق!

[[من تواضع الرشيد]]

قال ابن السماك للرشيد: يا أمير المؤمنين، تواضعك فى شرفك أفضل من شرفك؛ إنّ رجلا آتاه الله مالا وجمالا وحسبا، فواسى فى ماله، وعفّ فى جماله، وتواضع فى شريه؟؟؟، كتب فى ديوان الله عز وجلّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>