للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فى صدور المكاره دون ربعك، وفى نحور المحاذير قبل الانتهاء إلى ظلك. لا زالت العافية شعارك، ما واصل ليلك نهارك.

[فقر فى أذعية العيادة، والاستشفاء بكتبها]

أغناك الله عن الطبّ والأطباء، بالسلامة والشفاء، وجعله عليك تمحيصا «١» لا تنغيصا، وتذكيرا لا نكيرا، وأدبا لا غضبا. الله يدرّ لك صوب العافية، ويضفى عليك ثوب الكفاية الوافية. أوصل الله تعالى إليك من برد الشفاء ما يكفيك حرّ الأدواء. كتابك قد أدّى روح السلامة فى أعضائى، وأوصل برد العافية إلى أحشائى. تركنى كتابك والنعم تثب إلى صحتى، والخطوب تتجافى عن مهجتى، بعد أمراض اكتنفت، وأسقام اختلفت. قد استبق كتابك والعافية إلى جسمى كأنهما فرسا رهان تباريا، ورسيلا مضمار تجاريا. أبدلنى كتابك من حزون الشكاية سهول المعافاة، ومن شدّة التألّم، رخاء التنعّم.

[قطعة من كلام الأطباء والفلاسفة]

العاقل يترك ما يحبّ ليستغنى عن العلاج بما يكره.

جالينوس: المرض هرم عارض، والهرم مرض طبيعى.

وله: مجالسة الثقيل حمّى الروح.

بختيشوع: أكل القليل مما يضرّ أصلح من أكل الكثير مما ينفع.

يوحنا بن ماسويه: عليك من الطعام بما حدث، ومن الشراب بما قدم.

وقال له المأمون: ما أحسن ما يتنقّل به على النبيذ؟ قال: قول أبى نواس، يريد قوله:

الحمد لله ليس لى مثل ... خمرى شرابى ونقلى القبل

<<  <  ج: ص:  >  >>